بدأ الزمان قبل نزول آدم عليه السلام وقد تم تحديد البدء قبل خلقه بخمسين ألف سنة وتم تقدير كل شيء (كل شيء خلقناه بقدر) وعاش آدم عليه السلام في الجنة حيث لا زمان ثم أهبط الى الأرض وهنا بدأ الزمان وبدأ العد التنازلي لحياته وكان كل شيء حسب ما وضع له في الميزان (والسماء رفعها ووضع الميزان * ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) كل شيء وضع بميزان ووضع له ميزان وعلى المخلوق الجديد الذي سخر له كل شيء وهو خليفة الله في أرضه ألا يطغى في الميزان وأن يلتزم بمعايير كل ميزان لأنه ببساطة شديدة سيعود الى حيث بدأ ويقف بين يدي خالقه وعندها ستنصب الموازين (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ).
واستمر الحال الف سنة أو اقل يحاول فيها الشيطان
عدو الإنسان أن يعبث بكل ميزان لكي يظفر يوما باختلال الميزان والحقيقة أنه استطاع
أن ينجح في اختلال موازين كثيرة فشاهدنا ميزان الأخوة قد اختل وحينها (وسولت نفسه
قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين) وكانت في حياة الأب واختل كذلك ميزان التقرب
إلى الله فرأينا احد ابني آدم يقرب أسوأ ما عنده وكان الأصل أن يقدم أجود ما عنده
كما فعل أخيه الآخر .
وتعددت الموازين المختلة حتى سمعنا بمن يطيع
إبليس وهو يعلم أنه عدوه وعدو بني جنسه وعدو أبيه وأجداده واختل ميزان العبودية
لله فظهرت الأنداد والشركاء مع الله وعبد الناس اصناماً من دون الله